الاثنين، أكتوبر 17، 2011

كيف يطيع الإنسان ربَّه ؟


الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .


 
    شيء متعلق بالتقوى ، وهو الشيء المهم جداً ، كيف يطيع الإنسان ربه ؟ هذا كلام دقيق ، وسؤال خطير ، لماذا زيد يطيع وعبيد لا يطيع ؟ قد يجتمع رجلان في مجلس ، ويتلى على أسماعهم أمر الله ، يتلى أمر الله في موضوع ما ، لماذا يطيع فلان ولا يطيع فلان ؟ 

     الجواب : إنك لن تطيع إلا إذا عرفت من هو الآمر ، أنت في الخدمة الإلزامية ، ومقدم على عيد ، وتطمح بإجازة ، لتمضي العيد بين أهلك جاءتك ورقة مكتوب عليها : لا تغادر الثكنة ، ابقَ في الثكنة ، التوقيع صديقك فلان ، لا تعبأ بهذا الأمر ، لو أن الموقع فلان متقدم عليك في الدورة ، وله سلطة صار الأمر مهماً ، كلما ارتفع مستوى الآمر عظم عندك الأمر ، فإذا رأيت ورقة كتب عليها لا تغادر الثكنة ، التوقيع قائد الوحدة ، وتعلم علم اليقين أن في المغادرة سجن وتأخير في إنهاء الدورة … إلخ ، عندئذ تنفذ الأمر ، إنك لن تنفذ الأمر إلا إذا عرفت من هو الآمر ، وما حجم هذا الآمر ، وما عنده من عقاب وما عنده من ثواب ، إذا عرفت بالضبط من الآمر ، وما حجمه  وما رتبته ، وما العقاب الذي بإمكانه أن يوقعه بك ، وما الثواب الذي بإمكانه أن ينقله إليك ، عندئذ تطيعه ، لذلك لماذا لا يطيع الناس ربهم ؟ لأنهم لا يعرفونه، والله لو عرفوك يا رب لأطاعوك ، لكنهم ما عرفوك يا رب ، ما عرفوا ماذا يعني مخالفة أمرك ، ما عرفوا ماذا تعني طاعتك تعني طاعتك سعادة الدنيا والآخرة ، تعني طاعتك التوفيق في كل شيء  تعني طاعتك ، يا رب أن يسعد هذا الإنسان بها ، سعادة لا توصف  يعني يجب أن تقول ، إذا كنت مطيعاً لله حقاً ، واللهِ ليس في الأرض من هو أسعد مني ، في أي ظرف ، في أي مكان ، في أي زمان ، لأن الخير كله في طاعة الله ، والشر كله في معصيته .
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
( سورة طه : 124 ).
و:
 ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
( سورة النحل : 97 ) .
إذاً : الشيء المهم أنك لن تطيع الله إلا إذا عرفته ، ولن تطيعه أيضاً إلا إذا عرفت أمره ، إذاً من أجل أن تطيعه ، من أجل أن تتقي الله أي أن تتقي عقابه بطاعته ، يجب أن تعرفه أولاً ، ويجب أن تعرف أمره ثانياً ، ربما تعرفه إذا فكرت في خلق السماوات والأرض ، أو تعلمت من أولي العلم عنه الشيء الكثير ، إما أن تفكر ، وإما أن تستمع ، إما أن تدرس ، وإما أن تتأمل ، لا بد من أن تلقي السمع ، ولا بد أن تعقل .
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
( سورة ق : 37 ) .
    فلذلك أيها الإخوة الأكارم ... موضوع معرفة الله شيء مصيري ، ما لنا خيار فيه ، يعني فلان يحمل دكتوراه مثلا ، متى أخذها؟ أخذها ، وهو نائم ، أخذها بالتمني ، أخذها بالطموح ، أما أخذها بالكد والعمل ، أخذها في سنوات سبع ، هذا سؤال خطير ، أنت مؤمن يقول لك : نعم والحمد لله ، تقول له متى آمنت ؟ أي وقت خصصته كي تؤمن ، متى عرفت الله ؟ كم كتابًا قرأت ؟ كم مجلس علم حضرت ؟ كم عالمًا التقيت ؟ متى عرفت الله عز وجل ؟ لا يمكن أن تأخذ شهادة من أهل الأرض إلا بجهد جهيد ، وبعرق شديد ، وبوقت مديد، أما أن تعرف الله بلا جهد ، وبلا وقت  وبلا تعب ، وبلا نصب ، وبلا جلوس على ركبتيك في المساجد ، وبلا قراءة طويلة ، وبلا سؤال عريض ، لا تعرف الله ، إذا لم تكن تعرفه فلا تطيعه ، لا تعبأ بأمره ،  أنت الآن في الحياة الدنيا، أمامك موت .



     " كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذي العزة والجبروت " ، " الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر " ، " العمر مهما طال فلا بد من نزول القبـر " .

   
    قلت مرة : هذا الطالب الذي أحرز الدرجة الأولى على القطر في الثانوية العامة ، لماذا أحرز هذه الدرجة ؟ لأن الامتحان ، وصورة الامتحان ، وشبح الامتحان ، ووقت الامتحان ، وخطورة الامتحان ، وما وبعد الامتحان ، ما غادر ذهنه ولا دقيقة ، طوال العام الدراسي  كلما هم أن يضيع وقتاً تذكر الامتحان ، كلما هم أن يمضي وقتاً مع أصدقائه تذكر الامتحان ، كلما همّ أن يقرأ قصة لا قيمة لها تذكر الامتحان ، كلما هم أن يخرج من البيت تذكر الامتحان ، والذي ينجو من الموت هو الذي يفكر في الموت ، لذلك عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ :
(( كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ قَالَ : أَحْسَنُهُ خُلُقًا ، قَالَ : فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ، قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الأَكْيَاسُ )) .
(أخرجه ابن ماجة)
     لكن هذا الذي يعد العدة للقاء الله عز وجل سوف يكون الموت في حقه عرساً ، الإنسان له عرس في الدنيا ، يقول لك شهر عسل ، قد يكون شهر بصل ، هذا العرس تأتي بعده المتاعب ، ولكن عرس المؤمن لا تعب بعده إطلاقاً ، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبة ، لا كرب على أبيك بعد الموت ، لا يوجد كرب أبداً ، " اتقوا الله " يعني اتق عذابه بطاعته ، اتق النار بالهروب من أسبابها ، اتق الله بطاعته ، لا ملجأ منه إلا إليه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من دروس فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

النادي العلمي بمعهد العلوم الإسلامية



النادي العلمي تنظيم مدرسي بسيط يديره الطلاب بإشراف معلم ويكون لدى أعضائه اهتمام مشترك بنشاط معين؛ وهو نشاط علمي تغلب عليه الهواية بقضاء وقت فراغ مثمر، تمييزا له عن التعليم الرسمي المضمن في المقررات الدراسية داخل الفصل .

وللنادي العلمي أهمية كبيرة في معاهدنا؛ لأنه:
1. يرتبط بتنمية روح البحث العلمي.
2. يعتني بتدريب الطلاب على مهارات التفكير المنطقي.
3. يسهم في كشف ميولهم العلمية ورعايتها.
4. يحرص على تنمية القدرة على التفكير الإبتكاري لدى الطالب.
5.يعمق الثقافة العلمية لديه ويربطه بوطنه وبيئته.

إن النادي العلمي هو خطوة عملية في صنع الأجيال، ومن أهدافه:
1- ترسيخ المنهج العلمي لدى الطالب ورعاية قدراته ومواهبه العلمية وتشجيعه على الابتكار العلمي.
2- تعميق الإيمان بالله تعالى في نفوس الطلاب من خلال التأمل في آياته ونعمه والدلائل على قدرته وحكمته .
3- تنمية الميول العلمية لدى الطلاب .

يُعدُّ النشاط جزءاً أساسياً من التربية الحديثة، فهو يساعد في تكوين عادات، ومهارات، وقيم، وأساليب لازمة لمواصلة التعليم وللمشاركة في التنمية الشاملة.
 وعليه فإن الأنشطة التربوية، تسعى بكل مجالاتها التربوية إلى استثمار وقت فراغ الطلاب، وانخراطهم في أنشطة وجماعات تنظيمية، وتحت إشراف تربوي، وتعودهم على المسؤولية، والتعاون مع أعضاء آخرين، يجمعهم الهدف والميول والاتجاه المشترك نحو إنجاز أفضل، ويشعرون من خلال ذلك بأنهم أعضاء متميزون قدموا لأنفسهم وبيئتهم الاجتماعية العمل النافع والمفيد.
 ويعد نادي العلوم أحد الجماعات الفاعلة داخل المعهد، وهو يتبع قسم العلوم تنظيميا وإداريا، وحيث يقوم أساتذة قسم العلوم بالإشراف عليه، وكذلك ينوب عن الطلاب المشاركين بالنادي ممثل لهم، يقوم بالتنسيق بين أعضاء النادي وإدارة المعهد في تنفيذ الأنشطة تحت إشراف نادي العلوم.



وقد تميز النادي خلال السنوات الماضية بإقامة العديد من الأنشطة مثل: إقامة معارض علمية تشمل على الكثير من المبتكرات الطلابية، والتجارب الحديثة من خلال الأيام الثقافية التي يقيمها نادي العلوم التي تضم في جوانبها المحاضرات والندوات والمشاريع العلمية والمعارض المتنوعة.
ويشهد النادي هذا العام عاماً حافلاً بالعطاء والتميز في جميع نشاطاته التي يقيمها والجديد في هذا العام عدة أنشطة نجملها في الآتي:
1-        إقامة يوم علمي مفتوح بالمعهد .
2-        مسابقة ثقافية لطلاب التخصصات العلمية.
3-        محاضرات علمية.
تقسيم النادي إلى ست لجان وهي : (اللجنة الإعلامية، اللجنة الثقافية، اللجنة الفلكية، لجنة الابتكارات، اللجنة الرياضية، لجنة الاستقبال والمعارض)
 وحيث لكل لجنة عمل خاص بها، فهي تضم عدداً من الطلاب، ويناوب عن اللجنة طالب يكون هو الرئيس لها أو المنسق، وكذلك يمكن إتاحة الفرصة للمشاركة  في أكثر من لجنة.
وهذه نبذة سريعة عن نادي العلوم  ولكن ما يشهده النادي من فعاليات مختلفة أكبر من الوصف وأكثر ما يميزه أن أعضاءه يعملون كأسرة واحدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساهمة المعلم حمود بن محمد التوبي و الطالب عبد المجيد بن سالم السابقي
 

مادة تبيد الجراثيم في تركيبة ماء زمزم



قال أحد الأطباء في عام 1971م: إن ماء زمزم غير صالح للشرب، استناداً إلى أن موقع الكعبة المشرفة منخفض عن سطح البحر، ويوجد في منتصف مكة، فلابد أن مياه الصرف الصحي تتجمع في بئر زمزم!!

ما أن وصل ذلك إلى علم الملك فيصل رحمه الله حتى أصدر أوامره بالتحقيق في هذا الموضوع. وتقرر إرسال عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبية لإثبات مدى صلاحيته للشرب..

ويقول المهندس الكيميائي معين الدين أحمد، الذي كان يعمل لدى وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية في ذلك الحين: إنه تم اختياره لجمع تلك العينات.. وكانت تلك أول مرة تقع فيها عيناه على البئر التي تنبع منها تلك المياه وعندما رآها لم يكن من السهل عليه أي يصدق أن بركة مياه صغيرة لا يتجاوز طولها 18 قدما وعرضها 14 قدماً، توفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج منذ حفرت من عهد إبراهيم عليه السلام.

وبدأ معين الدين عمله بقياس أبعاد البئر، ثم طلب من مساعده أن يريه عمق المياه، فبادر الرجل بالاغتسال، ثم نزل إلى البركة، ليصل ارتفاع المياه إلى كتفيه، وأخذ من ناحية لأخرى في البركة، بحثاً عن أي مدخل تأتي منه المياه إلى البركة، أنه لم يجد شيئاً..

وهنا خطرت لمعين الدين فكرة يمكن أن تساعده في معرفة مصدر المياه، وهي شفط المياه بسرعة باستخدام مضخة ضخمة كانت موجودة في الموقع لنقل مياه زمزم إلى الخزانات، بحيث ينخفض مستوى المياه، بما يتيح له رؤية مصدرها غير أنه لم يتمكن من ملاحظة شيء خلال فترة الشفط، فطلب من مساعده أن ينزل مرة أخرى.. وهنا شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء شفط المياه، فيما تنبع منها مياه جديدة لتحل مكانها، وكانت تلك المياه تنبع بنفس معدل سحب المياه الذي تحدثه المضخة، بحيث إن مستوى الماء في البئر لم يتأثر إطلاقاً بالمضخة.



وهنا قام معين الدين بأخذ العينات التي سيتم إرسالها إلى المعامل الأوروبية، وقبل مغادرته مكة استفسر من السلطات عن الآبار الأخرى المحيطة بالمدينة، فأخبروه بأن معظمها جافة.

وجاءت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية، ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية متطابقة، فالفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة، كان في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم، ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين..

ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم!!وأفادت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية أن المياه صالحة للشرب.

ويجدر بنا أن نشير أيضاً إلى أن بئر زمزم لم تجف أبداً من مئات السنين، وأنها دائماً كانت تفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج، وأن صلاحيتها للشرب تعتبر أمراً معترفاً به على مستوى العالم نظراً لقيام الحجاج من مختلف أنحاء العالم على مدى مئات السنين بشرب تلك المياه المنعشة والاستمتاع بها..




وهذه المياه طبيعية تماماً ولا يتم معالجتها أو إضافة الكلور إليها.. كما أنه عادة ما تنمو الفطريات والنباتات في الآبار، مما يسبب اختلاف طعم المياه ورائحتها أما بئر زمزم فلا تنمو فيها أية فطريات أو نباتات فسبحان الله رب العالمين. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساهمة المعلم حمود بن محمد التوبي    h-m-s-altoobi@hotmail.com        

الأحد، أكتوبر 16، 2011

هيا بنا نتعلم (1)



1.  يذم نسيان شيء مما حفظ من القرآن الكريم بلا عذر شرعي.
2.  مرتبة القراءة المرتلة التي يؤخذ بها في مقام التعليم هي التحقيق.
3.  قلة المهارة في تحقيق صفات الحروف عند قراءة القرآن الكريم تعتبر من اللحن الخفي.
4.  التاء تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
5.  النون المشددة تنطق أولا النون من طرف اللسان مع محاذيه من لثة الأسنان العليا، وبعدها تأتي الغنة فتخرج من الخيشوم، والخيشوم فتحة متصلة من أعلى الأنف إلى الحلق.
6.  الهاء تخرج من أقصى الحلق.
7.  ( أَحْرِزْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعْيِشُ أَبَداً، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوْتُ غَدَاً ) قائل هذا الحديث هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
8.  يُعدُّ ما لا ينكره النَّبي عليه الصلاة والسلام من أفعال أصحابه رضي الله عنهم من السنَّة التقريرية.
9.  الأحاديث القدسية تختص بترقيق القلوب.
10.        وجه العلاقة بين الأحاديث النَّبوية الآتية والقرآن الكريم فيما يأتي:
(1)          قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع: (( خذوا عني مناسككم ))، وجه العلاقة هو مفصلة لمجمل القرآن الكريم فيما يتعلق بالحج.
(2)          قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (( أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَذِي مَخَالِبَ مِنَ الطَّيْرِ حَرَامٌ ))، وجه العلاقة هو ذكر أحكام لم تأتي نصا في القرآن الكريم فيما يتعلق بالمطعومات المحرمة.
11.        قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]. تستطيع أن تزداد في فهم هذه الآية الكريم بالرجوع إلى السيرة العطرة، فقد قال سلمان وخباب بن الأرت: فينا نزلت هذه الآية، جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين، فلما رأوهم حوله حقروهم، فأتوه فقالوا: يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم، وكان عليهم جباب صوف لم يكن عليهم غيرها، لجالسناك وأخذنا عنك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: "ما أنا بطارد المؤمنين" قالوا فإنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: اكتب لنا عليك بذلك كتابا، قال: فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب، قالوا ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل بقوله: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى قوله: {بِالشَّاكِرِينَ} فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة من يده، ثم دعانا فأثبته، وهو يقول:(سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة)، فكنا نقعد معه فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز وجل:(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)(الكهف، 28)، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معنا بعد وندنو منه حتى كادت ركبنا تمس ركبته، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم، وقال لنا: "الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي، معكم المحيا ومعكم الممات" [1] .
12.        وصف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أحوال قومه، عندما قال أمام النجاشي: (أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ )، ويستنتج من كلامه ما يأتي:
(1)          يصف جعفر رضي الله عنه قومه من العرب بأنهم أهل جاهلية، لم تبنى حياتهم على نور من الله تعالى، حتى دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى نور الإسلام.
(2)          من جاهليتهم أنهم عبدوا الأصنام وهي حجارة لا تنفع ولا تضر، وهذا انحطاط للعقل الإنساني، وللإنسان بأكمله عندما يتذلل لحجر.
(3)          من فسادهم في الطعام أنهم كانوا يأكلون الميتة، ولم يأذن الله تعالى لهم بذلك بل زعموا أنها حلال افتراء على الله عز وجل.
(4)          من ترديهم في الجانب الخُلقي أنهم كانوا يأتون الفواحش، وهي ما اشتد قبحها من الأعمال السيئة التي حرمها الله تعالى، مثل فاحشة الزنا.
(5)          ومن ضعفهم في الناحية الاجتماعية أنهم كانوا يقطعون أرحامهم التي من حقها أن توصل بالبر والإحسان.
(6)          ومن ضعفهم في الناحية الاجتماعية أنهم يسيئون إلى جيرانهم بالقوال المنكرة أو بالأعمال الضارة.
(7)          ومن سوء سياستهم فيما بينهم أن القوي منهم يأكل الضعيف أفرادا أو جماعات، وهذا من ظلمهم لبعضهم البعض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب المعلم ياسر بن سعيد الراشدي ysaras11@gmail.com



[1] أخرجه الطبري: 11 / 376-377، وابن ماجه في الزهد، برقم (4127): 2 / 382-383 قال في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وقد روى مسلم والنسائي بعضه من حديث سعد، وانظر: صحيح مسلم، فضائل الصحابة، رقم (2413): 4 / 1887. وساقه ابن كثير في التفسير: 2 / 136 وقال: هذا حديث غريب فإن هذه الآية مكية والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر". ولا وجه لهذه الغرابة، فعندما قالا ذلك لم يكونا من المسلمين.

السبت، أكتوبر 15، 2011

السلوك الذي ينبغي أن يسلكه المسلم عند حدوث الزلازل والكوارث


 


بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن للمؤمن في كل موقف من المواقف مُعتَبرا ، وله في كل حادثة مُدّكرا ، ذلك لأن المؤمن يرى يد الله تبارك وتعالى تصرّف هذا الوجود من خلال ما يجري في هذا الكون ، فالكون كله إنما هو واقع تحت قبضة الله سبحانه ، يصرّفه كيفما يشاء ، هو الذي يحي ويميت ويعطي ويمنع ويرفع ويخفض ، وهو الذي يأتي بالسراء والضراء .
وأمر الله سبحانه وتعالى نافذ نفوذاً لا يمكن أن يتصور عظمه عقل بشر قط كما يقول سبحانه وتعالى ( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (القمر:50 ) . فإن الله تعالى الذي خلق هذا الوجود المترامي الأطراف ، الذي لا يمكن أن يُحدّ بحسب مقاييس البشر ، ويصرّف هذا الوجود هذا التصريف العجيب بحيث لا تخرج ذرة من ذراته عن إرادته سبحانه وتعالى ، فلا يفوته سبحانه شيء في هذا الكون جميعاً ، هو على كل شيء قدير ، وهو سبحانه وتعالى بكل شيء عليم ، ومدبر لكل شيء .
والله سبحانه أنذر عباده سوء العواقب عندما يخرجون عن الخط السويّ ، فالله سبحانه ناط المُسَبَبات بأسبابها ، وقد جعل للطاعة أثراً في استقرار الأحوال ، كما جعل سبحانه وتعالى للمعصية أيضاً أثرا .
ونحن لا نقول بأن المعصية منحصرة في هؤلاء الذين أصيبوا بما أصيبوا به ، لا ، ولكنّ الله هكذا أمره ، يبتلي من يشاء بما يشاء ، ويفعل ما يشاء في من يشاء ، فهو سبحانه يجعل بعض عباده عِبراً لبعض .
وقد حذّر الله سبحانه عباده مُذكّراً إياهم بعواقب الأمم الغابرة ، ففي مصارع القوم الظالمين عِبر للمعتبرين وذكرى للمدّكرين ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) (النازعـات:26) . وقد قال تعالى ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ) (الأنعام:6) . نعم ، هناك أمم استُخلفت في هذه الأرض ومُكّن لها فيها ، وقد تمكنوا أكثر مما تمكّن مَن بعدهم كما يقول الله سبحانه وتعالى في وصف أولئك ( وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا )(الروم: من الآية9) ، أي أكثر مما عمرها مَن قبلهم ، وهذه آثار باقية إلى وقتنا هذا تدل على قوة تلك الأمم التي مُكّن لها في الأرض وعمرت هذه الأرض ، فالأهرامات هي دليل القوة ، ومن الذي يستطيع الآن أن يبني مثل بنائها .
كذلك ما يُشاهد من معالم حضارية بقيت في هذا العالم إنما هي دلائل قوة وتمكين في هذه الأرض .
وفي بعض الحفريات السابقة أيضاً ما يدل على التمكين فقبل عقود من السنين اكتشف أحد الأمريكان مملكة كانت قائمة في بلاد ما وراء النهر ، هذه المملكة كانت تسمى مملكة ( كيش الأولى ) تعاقب على حكمها ثلاثة وعشرون ملكاً لمدة أربعة وعشرين ألف عام ، ومعنى ذلك أن نصيب كل واحد من الملوك الثلاثة والعشرين أكثر من ألف عام إن قُسّمت هذه المدة بينهم بالسوية .
فهؤلاء كم عُمّروا ، وكم تمتعوا بخيرات هذه الأرض ، وكم التهموا ملذاتها ولكن مع ذلك بادوا حتى أنه لم يبق لهم أثر ، ولم يبق لهم ذكر إلا من خلال هذه الاكتشافات الأثرية تحت أنقاض الأرض .
كذلك عقبتها مملكة تُسمى مملكة ( أوروك الأولى ) تعاقب على حكمها أحد عشر ملكاً لمدة ألفين وأربعمائة عام ، ومعنى ذلك أن حصة كل واحد من هؤلاء كانت أكثر من مئتي عام التي بقي كل منها حاكماً إن وُزّعت هذه المدة بينهم بالسوية .
هذا مما يدل على أن أمماً هناك تمتعت بما تمتعت به .
كذلك قص الله سبحانه علينا في القرآن الكريم أنباء عاد وثمود وفرعون وقومه وقوم لوط وغيرهم ممن أصيبوا بما أصيبوا به .
فالمؤمن يدّكر ويخشى الله تعالى ويتقيه ( سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى ) (الأعلى:10-11) المؤمن يدّكر لأنه يخشى الله تعالى ، ولأنه لا ينظر إلى الشكل الظاهر مع الغفلة عن المضمون والجوهر ، بل يحرص على أن ينفذ ببصيرته إلى ما وراء هذه المظاهر ليتعمق بفكره فيرى أن الله سبحانه وتعالى إنما فعل ذلك لحكمة ، ذلك لأجل تذكير عباده وإنذارهم بطشه ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ) (البروج:12-13) . فبطش الله تبارك وتعالى بطش شديد ، وأمره أمر سريع كما أخبر بنفسه عندما قال ( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (القمر:50) . هكذا ، ومثل ذلك وقع هذا الزلزال بهذه السرعة الغريبة ، وإذا بآثاره تمتد على بُعد آلاف الأميال وتهلك أمم في أصقاع من الأرض مترامية الأطراف بعيدة عن مركز هذا الزلزال ، هذا مما يذكّر العباد ببطش الله سبحانه وتعالى .
فإذاً على المسلمين أن يعتبروا ، وأن يعودوا إلى ربهم ، وأن يحاسبوا أنفسهم فإن أمر الله سبحانه وتعالى إنما هو بين الكاف والنون .
والله سبحانه وتعالى كما بيّن أن هؤلاء الذين عوقبوا في الأمم الماضية وأصيبوا بما أصيبوا به وطوتهم تلك القرون الخالية إنما أصيبوا بما أصيبوا به من جراء ذنوبهم كما قال تعالى ( فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ )(الأنعام: من الآية6) ، فكذلك الله سبحانه وتعالى يبيّن أن خلاف ذلك سبب للاستقرار والطمأنينة والراحة إذ يقول تعالى ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيه )(الجـن: 16-17) ، ويقول سبحانه وتعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (الأعراف:96 ) . فهكذا على المؤمنين أن يعتبروا بمثل هذه الأحداث ، وأن يراجعوا أنفسهم ، وأن يدركوا أنهم أيضاً عرضة لمثل هذا البلاء ، لا يدفع هذا البلاء إلا الله سبحانه وتعالى ، فلعل الذين أصيبوا بما أصيبوا به ليسوا أولى بأن يصابوا ، ولكن حكمة الله تعالى اقتضت ذلك ، وأراد أن يكونوا عبرة ، وإلا فمن الذين أصيبوا أطفال رُضّع وبهائم رُتّع ، حكمة الله اقتضت أن يعمهم أمره سبحانه وتعالى لأجل أن يعتبر الآخرون .
والله سبحانه عندما أنذر القوم الكافرين عاقبة الأمم السابقة بعد أن ذكر أحوال الأمم السابقة قال ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ) (القمر:43) . فليست لأحد براءة عند الله سبحانه وتعالى ، إنما على الإنسان أن يُحسن العمل بينه وبين ربه ، ثم مع ذلك عليه أن يُحس بالرحمة والشفقة على المنكوبين المصابين ، فهناك إما أن تكون أخوّة دينية وهي أخوّة تفوق أخوّة النسب لأنها علاقة ربانية تشد المؤمن إلى المؤمن ، وإما أن تكون هناك أخوّة إنسانية عامة يشترك فيها البشر وكل من ذلك مما يدعو إلى الرحمة والشفقة والتعاون والتآزر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول عن سؤال أهل الذكر

الثلاثاء، أكتوبر 11، 2011

طلاب المعهد وقت الفجر



يستيقظ طلاب معهد العلوم الإسلامية بجعلان بني بو حسن على صوت الأذان الذي ينتشر في أرجاء جعلان من على المآذن كما ينتشر النور بطلوع فجر كل يوم من أيام الله تعالى على هذه الأرض الطيبة.

طلاب علموا قدر صلاة الفجر التي عظمها الله تعالى، فجعل ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع فيها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( وَيَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ، وَمَلائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ))، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78].

ها هو الطالب عبد الله يفتح عينيه عند أذان الفجر فيقول:الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

إنه ذكر لله تعالى عند الاستيقاظ من النوم؛ حتى يتغلب المسلم على كيد الشيطان في تلك اللحظات التي يحبب إليه فيها النوم، ويرغبه في البقاء على الفراش، ولكن المسلم يقظ ذاكر لله يعلم عداوة الشيطان ـ لعنة الله على الشيطان الرجيم ـ.

ثم يتجه عبد الله ليتوضأ ويستعد للصلاة، فيحسن الوضوء، ويمشي إلى مسجد السكن الداخلي لطلاب المعهد وهو يردد:اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ.

وفي حال سيره إلى المسجد يشاهد رفاقه من الطلاب يتجهون إلى المسجد في سكينة وطمأنينة ووقار، ويدخل عبد الله من باب المسجد وهو يذكر قوله تعالى:  {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80].

فيصلي صلاة سنة الفجر في خشوع وتذلل لله تعالى، وهما الركعتان اللتان قال فيهما عليه الصلاة والسلام في حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام قَالَ: (( رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )).

ثم ينتظر وهو يذكر الله تعالى ويقرأ القرآن الكريم حتى تقام الصلاة المفروضة، وهي الصلاة التي يحافظ عليها ويحرص على شهودها في الجماعة، ويتذكر الحديث الشريف الذي يرويه أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: (( لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلا مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةِ بَعْدُ )).

ثم لا ينسى عبد الله  الذكر والدعاء بعد الصلاة المفروضة، وها هو مع زملائه في حلقات التلاوة بعد صلاة الفجر، تلك الحلقات المباركة التي امتدح الله المسلم الذي يلتحق بها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ )).

وأما هذه الحلقات فإنها حلقات يشرف عليها معلم المعهد، يقرئ الطلاب الآيات آية آية وهم يرددون معه، حتى يتمكنوا من القراءة الصحيحة للكلمات القرآنية، ويتقنوا تطبيق أحكام التجويد، ثم يقوم كل طالب في حلقته بقراءة تلك الآيات، ويتابعه المصحح للتلاوة من الطلاب في حلقته، ثم تختم الحلقات بالدعاء.

هكذا يستفتح طلاب معهد العلوم الإسلامية بجعلان بني بو حسن يومهم بذكر الله العظيم، نسأل الله تعالى أن يرعاهم بحفظه، ويكرمهم بعافيته، ويشملهم برحمته سبحانه.

إنها بداية طيبة ليوم دراسي مفعم بالحيوية والنشاط بقلوب مؤمنة، تحافظ على ذكر الله تعالى.
وهذه صور لحلقات التلاوة لطلاب معهد جعلان بني بو حسن



  






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعلم الكاتب   ياسر بن سعيد الراشدي   ysaras11@gmail.com