أُدرس الطلاب مقرر التلاوة والحفظ، وقد دونت درجات تقدير مستوى حفظ طلاب أحد الصفوف، وفي اليوم التالي جاء إليَّ أحد الطلبة من ذلك الصف، وطلب مني قائلا: أرجو منك يا معلمي أن تمحو لي درجة تسميع الآيات التي سمعتها بالأمس.
فتعجبت من طلبه، وسألته: ولماذا تطلب مني أن أمحو لك درجتك؟
فأجابني بأمانة: يا معلمي لم أكن أقرأ الآيات عن ظهر قلب، بل كنت أقرأ الآيات وأنا أنظر إلى المصحف خفية عنك وعن زملائي.
فقلت في نفسي: سبحان الله العظيم مقلب القلوب، هذا الطالب يستحق مني العفو والاحترام، وأسأل الله أن يغفر له ويهديه سواء الصراط، وأن يثبته على الصدق في كل حال، وأن لا يرجع إلى الغش مرة أخرى.
ولما ذكرت هذا الموقف لأحد زملائي تعجب وقال: من الخير أن يوجد طالب بمثل هذه الصفة المحمودة.
وزميلي يقصد الصفة الفاضلة (( الاعتراف بالخطأ )).
فقلت له: نعم وفي طلاب معهدنا خير كثير.
ومما يجب علينا كمعلمين أن نغرس فيهم حب الفضائل وصالحات الأعمال، وندعو الله تعالى أن يحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال تعالى:{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)} [الممتحنة: 4، 5] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد المعلم ياسر بن سعيد بن عامر الراشدي ysaras11@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق