السبت، أكتوبر 08، 2011

إنه الشعر



أحببت لك قراءة هذه القصيدة:

قالت : أتُنْشِدُ والمدافعُ تضربُ   ***   والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ ؟

أتصوغ شعراً والرصّاص قصيدةٌّ  ***   ناريّةٌ ، ألحانُها تتلهّبُ ؟

أتنمّق الشعر الجميلَ بصورةٍ   ***   شعريةٍ ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ ؟

ماذا تفيد قصائد الشعر التي   ***   تبكي ، وناصيةُ الكرامةِ تُضْرَبُ؟

هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ مِعطفاً   ***   يكسو الفقيرَ ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ ؟

هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ كِسْرةً   ***   من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ تُوْهَبُ

وعباءةً تلتْف فيها حُرّةٌ   ***   دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ

وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي على  ***   حَسَكٍ ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ تَعْطَبُ

هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً  ***   يأوي إليه الخائفُ المتغرّبُ

وانشُدْ به ظلّ الأمانِ لأسرةٍ   ***   طُردتْ ، فليس مِن التشّردِ مَهْرَبُ

ما قيمة الشعر الذي نهفو إلى   ***   ألحانه ، والقُدْسُ منّا تُسْلَبُ؟

والطفلُ في الساحاتِ ، تحمل كفُّه   ***   حجراً ، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ ؟

والشيخُ يرسم ظهرُه قوس الأسى   ***   وفؤادُه مما رأى يتعذّبُ؟

هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ دارُه   ***    فمضى وقد ضاق الفضاءُ الأَرْحَبُ؟

يا شاعرَ الفُصحى وعازف لحنِها   ***   ياليتَ شِعرَك ، كيف هان المَطْلَب ُ؟

أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يد  ***   تُعطي ومن قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ ؟

أنسيتَ أنّ المعتدين تنمّروا   ***   وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟

أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ ـ وبئسما   ***   هيَ مِن يدٍ ـ بدم الضحية تُخْضَبُ؟

تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً   ***   فإلى متى تبكي الحروفَ وتندبُ؟

وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً   ***   والمعتدي متطاولٌ متوثّبُ ؟

لو جُمعّتْ كلُّ الدواوين التي   ***   كُتِبتْ ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟

ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي   ***   فيها المدافعُ والقنابل تَخطُبُ؟

ما قيمة الكلماتِ ، والدّار التي   ***   فيها الأحبةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!

ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ الذي   ***   فُتحتْ له الأبوابُ لا يتهيّبُ؟!

يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها   ***   يا من تجيئُ بك الحروفُ وتذهبُ

أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى   ***   ونداءِ قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا

لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا   ***   هَجَر الموائد والولائمَ أشعبُ

يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها   ***  ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ

إن كان شعرك سوف يَهزم باغياً  ***   فاضربْ به المستوطنين ليهربوا

لقيتْ قصائدُك الحسانُ أمانها   ***   والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ

ماذا صنعنا باليهود ،ونحن مِن  ***   خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟

ماذا صنعنا ، والقصائدُ لم تزلْ  ***   تُلْقى ونحن بحفظها نتأدّبُ؟؟

اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف بالحصى   ***   عَزْفاً ، يَروق لسامعيه ويعجبُ

إن كان رأيُك في القصيدة صائباً   ***   فالّرأْي في ذِهْنِ الحجارةِ أصْوَبُ

شعر خريج معهد العلوم الإسلامية بمسقط الطالب أحمد البوسعيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق