الأربعاء، يناير 04، 2012

أزهار من بستان العلوم الإسلامية (1/3)




1. جاء رجل يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال: (أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ) قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نَعَمْ)) قَالَ الرجل: (وَاللَّهِ لا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا) "رواه مسلم"، مما يستخلص من الحديث أن السائل مقتصد في العبادة فهو يؤكد بقوله: (والله لا أزيد على ذلك شيئا) اكتفاءه بأداء الفرائض واجتناب المحارم، والآية ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)) {فاطر/32} تشير إلى أن المقتصد ناج من العذاب، وفائز بالجنة، وهذا المعنى تحمله إجابة النبي عليه الصلاة والسلام بنعم على سؤال السائل.

2. عَنْ ‏ ‏أَبِيْ هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قَالَ: ((‏يَعْقِدُ ‏ ‏الْشَّيْطَانُ عَلَىَ قَافِيَةِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقْداتٍ، يَضْرِبُ مَكانَ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيْلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ الْلَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّىَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيصْبَحُ نَشِيْطًا طَيِّبَ الْنَّفْسِ، وَإِلا أَصْبَحَ خَبِيْثَ الْنَّفْسِ كَسْلانَ)) "رواه الإمام الربيع"، مما يستخلص من هذا الحديث أن ‏النبي صلى الله عليه وسلم يحذر المؤمنين مما حذَّر الله تعالى منه في قوله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)) {المائدة/91}، وهو كيد الشيطان وعداوته للمسلم، العداوة المتمثلة في صد المسلم عن ذكر الله وعن الصلاة، ومن ذلك إدخال الضعف والخمول على النائم حتى لا يستيقظ لذكر الله وإقام الصلاة.

3. يناديك والدك المريض لتسقيه الدواء وأنت تتوضأ لصلاة المغرب بعد أن أُذِّن لها، فكيف تتصرف؟ الجواب: أبدأ فأسقي والدي الدواء ليعالج المرض ضروري حتى أحافظ على النفس الإنسانية، وشرب الدواء لا يأخذ وقتا طويلا، ثم أذهب لأداء صلاة المغرب.

4. طلب منك صديقك الحميم أن تعينه في الإجابة داخل قاعة الامتحان حتى لا يرسب، فكيف تتصرف؟ الجواب: لا استجيب له لأن هذا غش حرمه الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: ((من غشنا فليس منا)).

5. في أحد الطرق مد إليك شاب يده يطلب مالا ليعين به عياله، فكيف تتصرف؟ الجواب: لا أعطيه مالا إن قوي البنية وهو شاب يستطيع أن يعمل، وإنما أنصحه ليبحث عن عمل يحفظ به ماء وجهه، وأساعده إن استطعت ليحصل على عمل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياسر بن سعيد الراشدي
ysaras11@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق