الأحد، يوليو 29، 2012

حفظ الجوارح

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه المتقين، وبعد..
نسأل الله تعالى أن يفتح علينا فتوح العارفين بحكمته، وأن ينشر علينا من خزائن رحمته، وأن يذكرنا ما نسينا، ويعلمنا ما جهلنا، وأن يجعلنا بالعلم عاملين، إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وهو على كل شيء قدير.



أسأل الله تعالى أن يبارك لجميع المسلمين شهر رمضان المبارك، وأن يوفقهم إلى أحسن الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقات وغيرها من أعمال البر والإحسان وأداء الحقوق والقيام بالواجبات.

الصيام في حقيقته تربية للمؤمن على ما يجعله من المتقين، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة/183} ))، فحري بالصائم أن يحافظ على سلامة جوارحه من ارتكاب ما يسخط الله تعالى سواء في نهار رمضان أو في ليله، ومن استطاع ـ بعون الله تعالى وتوفيقه ـ حفظ جوارحه في شهر رمضان فهو قادر كذلك على حفظها في سائر الشهور، قال تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت/69} )).

والمؤمن التقي النقي الذي يرجع من المعصية إلى الطاعة مسرعا إلى المغفرة بالتوبة الصادقة له في الدنيا سكينة القلب، واستقامة السلوك، والتوفيق من الله تعالى، وله في الآخرة القبولوعظيم الثواب من الله تعالى، قال تعالى آمرا عباده: ((  وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {آل عمران/133} الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران/134} وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران/135} أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران/136})).

نسأل الله تعالى المغفرة وأن يتوب علينا، ويوفقنا لصالح العمل وأن يجعلنا من عباده المتقين.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق