بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة
والسلام على خير رسله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد,,
يقول الله تعالى: ) وَقَضَى
رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ
أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء/23}
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا
كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء/24} (.
إن المتأمل في حال الأسرة يجد
أنها المنشأ الأول للأبناء والبنات، وقد اعتنى الإسلام بتكوين الأسرة بدأ باختيار كل
زوج للآخر، وخاصة اختيار الزوجة الصالحة، وانتهاء بتأصل وتفصيل الحقوق الواجبة بين
أفراد الأسرة الواحدة، كما اعتنى بعلاقتها بالمجتمع، لما للأسرة من أثر بالغ في
تخريج أجيال صالحة.
والكلمات في هذا المقال ستأخذ
صورة من الصور الكثيرة لحقيقة تأثير الأسرة على الأبناء، وهي صورة القدوة الحسنة
التي يمثلها الأب والأم للأبناء.
يحكى أن طفلا لاحظ والده يضع
إناء به ماء في فناء البيت كل صباح عند ذهابه إلى مقر العمل، ثم رأى الطفل أن عصافيرا تأتي فتشرب من الماء الذي وضعه والده في الإناء.
ولما رجع الوالد من عمله انتبه إلى وجود إناء
آخر بالقرب من إناء الماء، ولما دنا منه وجد به حبوبا، فسأل زوجته عن ذلك فأخبرته
أن ابنه هو الذي وضعه عندما فكر في حاجة العصافير إلى الطعام مع وجود الماء، فطلب
من أمه أن تعطيه بإناء فيه حبوبا ليضعها بقرب إناء أبيه للطير.
من هذه الحكاية تظهر لنا صورة
من صور الحياة اليومية للأسرة الواعية بخصال الخير، فالأب يتصف برفقه ورحمته
للطير، فيعطي القدوة الحسنة في أسرته، والأم تعين ابنها لما يحب من عمل طيب، وكذا
الابن الذي أحس بحاجة الطير إلى الطعام مع وجود الماء.
إن القيم الحياتية التي يمتثلها
الأب والأم في أسرتهم تنتقل إلى أبنائهم فتشكل جوانب أساسية في شخصيتهم، وبقدر ما
يتسم به الأبوان من خصال الخير يكتسب الأبناء بعون الله تعالى الصلاح، وبِأُسَرٍ
صالحة يتكون المجتمع الناهض بالبر والإحسان.
ياسر بن سعيد الراشدي
ysaras11@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق